إن التغيير سُنَّة كونية تطال كل شيءفي هذا الوجود، وعلى هذا فهو الأمر الثابت الوحيد في هذا العالم. تجاهل هذا التحول الأزلي يُنْبِئ عن قلة وعي بما يحمل المستقبل من تداعيات ربما تصل إلى مخاطر، تخفق على ضوئها المنظمة في الحفاظ على قدرتها التنافسية Competitive edge، وبها تتراجع في تأمين احتياجات حتى أكثر المتعاملين وفاءً وثقةً لهذه المنظمة.
التغييرالتنظيمي هو نهج تتبناه المنظمة لضمان حدوث التغييرات بسلاسة وتطبيق ناجح، بغية تحقيق المنافع الدائمة، واستمرار المنظمة في معدلات نمو مستقرة. إدارة التغيير في المنظمة أصبحت اليوم علماً يتضمن قواعد راسخة تروم التطوير، ومنهجاً تسلكه كل قيادة تنشد الريادة والتميز في بيئة العمل، متسارعة التحول على أرضية العديد من الأسباب، مثل: طبيعة القوى العاملة، والتطور التكنولوجي، واحتياجات المتعاملين.. إلخ. الجدول التالي يوضح محركات التغيير الرئيسة:
المحور المحرك الأمثلة طبيعة القوى العاملة • ازدياد التنوع الثقافي. • تزايد معدلات العمر. • تنامي تعيين الموظفين الجدد مع مهارات غير كافية. الداخلي الحكومة • رفع القيود وإجراء التعديلات. • سياسة الحماية (الاقتصادية، والصناعية.. إلخ). • سعر صرف العملات. اتجاهات المجتمع • تأثير وسائل الاتصال الاجتماعي. • تغيُّر احتياجات المتعاملين وتفضيلاتهم. • ارتفاع معدلات الجريمة. التقدم التكنولوجي • سرعة الأداء. • قلة التكاليف. • التحول صوب الهاتف المتحرك في تقديم الخدمة. الخارجي الأزمات الاقتصادية • كارثة إنهيار أسواق البورصة 2000 – 2002. • إنهيار قطاع البنوك والعقارات 2008 – 2009. • تأثر الدول المنتجة للنفط بتراجع عائداته مع العام 2015. المنافسة • المنافسة العالمية. • الاندماج والاستحواذ. • نمو التجارة الإلكترونية. السياسة العالمية • الحروب الإقليمية (غزو أفغانستان العام 2001، والعراق في العام 2003). • افتتاح الأسواق في الصين الشعبية. • الحرب على الإرهاب بعيد 11 سبتمبر 2001. • إندلاع ثورات الربيع العربي مع نهاية العام 2010.
أهمية التغيير للمنظمة
1. احتياجات المتعاملين:
احتياجات المتعاملين يظل أمراً محورياً تزداد أهميته يوماً بعد آخر، وتجاهل هذا الاحتياج يكلِّف المنظمة غالياً مع مضي الوقت، ويفقدها الحضور والاستمرار، ناهيك عن ما يسببه تراجع رضا المتعامل أو المستهلك في طلب الخدمة أو المنتج، يؤدي إلى تأثر الثقة بين الجانبين وهو ما يضعف بالتالي قدرة المنظمة على التطوير أو زيادة كفاءة الأداء، وبالتالي فقدان أفضليتها التنافسية Competitive edge. ومما يجدر ذكره، لا توجد هناك منظمات محصنة ضد أزمات فقدان الثقة مع المتعاملين سواء كانت كياناً خاصاً أو عاماً حتى تلك المنظمات المحتكرة لخدمة ما- التي تظن أنها في مأمن عن هذا التأثير- يمكن أن تواجه عثرات معتبرة جراء انخفاض الرضا عند المتعاملين.
2. الاقتصاد:
تَوجه الحكومات إلى بناء إقتصاد قوي يُعد المدخل الرئيس إلى تحقيق الرخاءللشعوب، والقاعدة التي تقف عليها المنظمات الحكومية في تحقيق ذلك هو إرساء منظومة تغيير واضحة النتائج تراعي التطورات الخارجية والداخلية (أنظر الجدول المدرج أعلاه)، فالاقتصاد المستدام يعزز توجه إيجاد فرص العمل، إضاف إلى ذلك، يتيح مرونة أكبر في مواجهة التحديات. في المقابل، الاقتصاد الهش يزيد من عثرات الحكومات وبالتالي يجعل المنظمات الحكومية أكثر عرضةً للفشل في دعم تنفيذ برامجها التطويرية المساندة لتوجه الحكومة، كما أن تأثر الخدمات عالية الجودة التي تقدمها، وتراجع إلتزاماتها تجاه موظفيها خاصة في تأمين استحقاقاتهم الأساسية، مثل: الرواتب، والامتيازات، والعلاوات.. إلخ أمر متوقع في هذا المشهد، بل ربما يصل الأمر إلى التخلي عنهم أو تسريحهم في أكثر الحالات سواءً، وهذا ما نراه اليوم بارزاً للعيان في الكثير من الدول النامية التي يعاني فيها اقتصادها الترهل والضعف جراء الكثير من الأسباب، من أبرزها الفساد بمختلف مساراته، والحروب، وسوء الإدارة وغير ذلك.
. فرص النمو: 3
التغيير هنا تتضاعف أهميته،فهو يتيح للموظفين تعلم مهارات جديدة، والمنظمات تحتاج إلى المبادرة في سد الفجوة بين المهارات الحالية، والمهارات المطلوبة لأجل استجابة لمتطلبات النمو. إن إيجاد قنوات عمل متعددة توفر البيئة التي تساعدهم على الإبداع من خلال ما يبدونه من أفكار أو مقترحات تبرهن على تنامي إلتزامهم بارتباطهم بمنظمتهم،علاوة على ذلك، يظل تدريب الموظفين إحدى أهم قنوات تقبُّلِهم للتغيير والمساهمة في إعدادهم لاحتضان التغيير بدلاً من مقاومته.
. تحدي الوضع الراهن: 4
في هذا الكتاب، يتطرق الكاتب إلى أهمية التغيير التنظيمي للمنظمة؛ وأنواعه؛ وتطبيقاته؛ والاستراتيجيات الفاعلة له؛ ودور القيادة في دعم هذا النهج؛ وتأثير الثقافة في إدارة هذا التغيير؛ والبنية التنظيمية المُثلى في تبني هذا التغيير في واقع العمل.
بعض مراجع الكتاب:
Berry, F. (2007) “Strategic Planning as a Tool for Managing Organizational Change”, International Journal of Public Administration, Vol. 30, No. 3, pp. 331- 346.
Burnes, B. and Coram, R. (2001) “Managing Organizational Change in the Public Sector: lessons from the privatization of the property service Agency”, The International Journal of Public Sector Management, Vol. 14, No. 2, pp. 94- 110.
Gilley, A. Gilley, J. and McMillan, H. (2009) “Organizational Change: Motivation, Communication, and Leadership Effectiveness”, Performance Improvement Quarterly, Vol. 21, Issue 4, pp. 75- 94.
Richards, L. (2010) “Why is Change important in an organization?” Retrieved from http://smallbusiness.chron.com/change-important-organization-728.html
Stewart, J. and Krings, P. (2003) “Change Management: Strategy and Values in Six Agencies from the Australian Public Services”, Public Administrative Review, Vol. 63, No. 6, pp. 675- 688.