التغيير هو أمرٌ حتمي في الحياة، وقيادة آلياته وإدارة عملياته في المنظمة الشرطية أمر لا مفر منه. وتسعى منظمات الشرطة المعاصرة اليوم جاهدة إلى تحقيق التميز والاحتراف في محوري أدائها الإداري والمهني. وبالرغم من أن تبني التغيير التنظيمي في مجال الشرطة يواجه تحديات هائلة في الوقت الحاضر يتمثل أبرزها في مقاومة الموظفين لهذه النهج، إلا أن انتهاج المنظمات الشرطية استراتيجية واضحة للتغلب على هذه المقاومة يساهم في نجاح رحلة التغيير ووصولها إلى بر الأمان.
إن التغيير المطلوب في منظمة الشرطة غالباً ما يعتبره الموظفون جذري النهج حتى ولو اتصف بأنه طفيف أو نسبي، ويرجع ذلك إلى ثقافة الشرطة، التي تؤجج مقاومة التغيير، وبالتالي التداعي إلى الحفاظ على الوضع الراهن، وهذه الثقافة من الصعب إدارتها أو احتوائها بسهولة، علاوة على التقديم لهذا التغيير، نجد أن المحيط الذي يتأثر به العمل الشرطي والمجتمعات التي تتعامل معها الشرطة دائمة التغيُّر وبوتيرةٍ متسارعة.
وعلى وقع هذه الأهمية التي يشكلها التغيير في المنظمة الشرطية، جاء كتاب “إدارة التغيير في شرطة دبي” أولى ثمار رحلتي العلمية، حيث وجدتها الفرصة الملائمة للبدء في استثمار ما نهلته من معرفة حديثة والإسهام في تطوير المحور الإداري في القيادة العامة لشرطة دبي، وكان التجاوب رائعاً، حيث لقي هذا المُؤلَّف الاهتمام الشخصي من معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي وحظي بمتابعة كريمة منه.
وأشكر الخالق عز وجل على نعمة التوفيق بأن وجد هذا المؤلف صدىً رائعاً ليس فقط في محيط العمل، بل تجاوز ذلك إلى فضاءٍ أرحب عندما اشتركت به وللمرة الأولى في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في العام 2010، حيث حقق الكتاب ميِّزة الأكثر مبيعاً في فئتهِ، بالرغم من أنه كان مُؤلَّف تخصُّصي تمحورت فصوله حول إدارة التغيير في المنظمة الشرطية.